Monday, July 13, 2009

مغارة حمل الله


عدت من الولايات المتحدة قائلاً: "لن نسكت أمام هذا الشرّ." فقمنا بحملة تشجير لجبل الصليب في شهر تشرين الثاني 2007. وتهافت أهالي دير القمر ومحبيها قائلين: "أبونا، هذه خمسة دولارات ثمن شجرة." "هذه عشرة دولارات ثمن شجرتين." فجمعنا 2100 شجرة، زرعناها على جبل الصليب.





في خلال التشجير، وبينما كنا نحفر لتمرير شلال مياه من الجبل الى ساحة المزار عن يمين الكابيلا، زال التراب وتراءى لنا شيء تحته.
- "ما هذا؟" سألت العامل.
- "إنه صخر."
استقدمنا الحفارة (JCB)  وأزلنا التراب فبان صخر جميل. فالصخر الذي ترونه في المغارة وخارجها كان مغطى بالتراب، مخفياً.





وفي آخر يوم تشجير في 17 تشرين الثاني 2007، قبل 40 يوماً من السهرة الميلادية، قامت الآلة بكشف الصخر المغطى بالتراب حتى بلغنا مستوى الساحة. وقبل أن يذهب صاحب الآلة وكانت الساعة الرابعة والنصف مساءً، قلت له: "أحفر قليلاً بموازاة الصخر قبل أن تذهب. أريد أن أعلم أين ينتهي الصخر هذا."
فحفر مترين ونصف في باطن الأرض وتصاعد الدخان.
- "ما هذا؟" قلت.
- "إنها صخرة."
- "أحِد عنها."
فأحاد عنها وتصاعد الدخان مرة ثانية.
- "ما هذا؟" تساءلت.
- "يبدو أنها بلاطة صخرية ضخمة بحجم غرفة أو غرفتين."
- "أفرغها من التراب."
وفيما كانت الآلة تعمل حتى منتصف الليل، كنت أتساءل: "يا ربّ، ما معنى هذا؟"
وفهمت أخيراً أن المغارة التي نحلم بها هي هنا.
فاتصلت بالأصدقاء والمهندسين: "تعو شوفو شو اكتشفنا."
فأتوا مسرعين وكان الجميع في حالة ذهول وفرح. وأما الشخص الذي حفر بالآلة وهو غير مسيحي، فحين رأى البلاطة الصخرية نظر اليّ وقال: "أنت نبيّ." هذا القول ذكّرني بردّات فعل الوثنيين تجاه مار بطرس ومار بولس حين كانوا يعاينون عمل الله من خلال الرسل. 
استشرت المهندس طوني يزبك وشرح لي الكلفة الباهظة والحاجة لجسور من حديد للبناء. فقلت في نفسي: "يا عذراء، أنت تعلمين أنه ممنوع أخذ ليرة من جيبي أو من الدير، ممنوع العمل بالدّين وممنوع الدعايات ولم يبق لنا سوى 37 يوماً لحلول عيد الميلاد. ساعدينا لنؤمّن ثمن جسور الحديد."
وبعد يومين، في 19 تشرين الثاني 2007، كنت أزور عائلة في دير القمر. وعندما خرجت الى السيارة وجدت إطارها مثقوباً. فاتصلت بصديق ليساعدني. وفيما كنت أنتظره، وقفت عند حافة تطل على الوادي. وكنت قلقاً أفكر بالجسور وكيفية تأمينها وأصلّي. وكانت الساعة الثامنة والنصف مساء. نظرت الى الأرض، ويا للوهلة، وجدت نفسي واقفاً على جسر حديد طويل وقربه ثلاثة جسور أخرى. فخفت خوفاً شديداً. وأسرعت أسأل العائلة التي أزورها عن قصة هذه الجسور، فقالوا: "أبونا، هذه الجسور مرمية منذ مدة من الزمن ولسنا بحاجة إليها. نقدّمها للعذراء."
بعد أيام قليلة وصلت الجسور الى المزار ووصلني جسور أخرى في 8 كانون الأول 2007 من عائلة أخرى. وبدأت العذراء ترسل الدعم المادي فصُبّ السقف في 21 كانون الأول 2007 وأصبحت المغارة جاهزة في عيد الميلاد.





إستقدمنا حماراً وبقرة وخروفين ووضعنا القربان المقدّس في المذود وكانت أجمل سهرة صلاة نعيشها في مزار حمل الله، وكان الحضور يزيد عن الثلاثمائة شخص في 27 و28 كانون الأول 2007. جاؤوا كالرعاة مسرعين وكالمجوس ساجدين. وكل من سهر مع الربّ في هاتين الليلتين في مغارة حمل الله ذهب يمجّد الله ويسبّحه على كل ما سمع ورأى حافظاً جميع هذه الأمور يتأملها في قلبه.




 هذه هي قصة مزار حمل الله.

No comments:

Post a Comment