1- بعد أن أخبرت قصة أحمد لأبناء رعيتنا، إشتعلت في القلوب الحماسة للرسالة. وقالوا في أنفسهم: "ماذا نفعل في هذا الوطن، نتبع هذا الزعيم أو ذاك ونتقاتل في السياسة ناسين رسالتنا المسيحية في هذا الشرق؟ رسالتنا هي أن نحمل نور العالم الى الشعوب المتعطّشة."
وفي الليل، كنت ألقي رأسي على الوسادة لأنام، فجاءني فكرٌ شيطاني هادىء يقول لي:
"أبونا، توقّف عن إخبار الناس قصصاً حقيقية. لن يفهموها. دع هذه القصص لك وحدك. قد يتهمك البعض بالترويج لنفسك أو بأنك تدّعي القداسة." فاضطربت لسماع ذلك. وكدت أصدّقه. فأخذت الكتاب المقدّس وصلّيت: "أيها الربّ يسوع أنت تعرف ضعفي وأنا أعرف خطيئتي، حدّثني أنت، ولا يحدّثني أحد غيرك حتى ولو كانت أفكاري بالذات." وفتحت الكتاب المقدّس فجاءني مقطع من أعمال الرسل 21: 18-19: "وفي الغد دخل بولس معنا على يعقوب، وكان الشيوخ كلهم حاضرين. فسلّم عليهم بولس وأخذ يروي لهم بالتفصيل كلّ ما أجرى الله على يده بين سائر الشعوب."
فامتلأت فرحاً وسلاماً عند قراءتي هذا النصّ لأن يسوع يريدني أن أتحدّث بالتفصيل.
2- فقمت من فراشي وأدرت الكمبيوتر. كتبت القصة بأكملها وأردت نشرها عبر موقعي الإلكتروني. وما ان ضغطت زر النشر حتى أصيب الكمبيوتر بفيروس خرّب الموقع بالكامل. "يا ربّ، ماذا يحصل؟" قلت في نفسي. لم أفهم شيئاً. لحسن الحظّ أنّ الموقع محفوظ على كمبيوتر صغير منذ ستة أشهر. فعملت أسبوعاً كاملاً أعيد المعلومات التي فقدتها. ولم أجرؤ على نشر القصة على الإنترنت، إذ شعرت أن المسألة خطيرة.
3- افتتحنا المزار في 12 أيلول 2007، وكانت العذراء قد أرسلت المذبح والتمثال والحجارة وصلت من أوروبا في حقائب المسافرين. كل شيء ترونه في المزار قدّمته العذراء. لم آخذ ليرة من جيبي أو من الدير. لم أشتغل بالدين ولم أعمل دعايات. بعد التدشين سافرت الى الولايات المتحدة الأميركية وهناك أخبرت الأميركيين عبر عظاتي هذه القصة. فدبّت الحماسة في القلوب وقالوا: "هذا ما نريد سماعه." فدعوني الى بيوتهم ومدارسهم وكنائسهم لأقصّها لهم.
وفي 2 تشرين الأول 2007، كنت أخبر جمعاً كبيراً وكان أحد المسؤولين عن البرامج في الراديو والتلفزيون حاضراً. فأخذني جانباً وطلب مني بإلحاح إخبار القصة على الراديو والتلفزيون الكاثوليكيين في أميركا. فقلت: "أصبروا عليّ قليلاً."
قال: "يجب أن تخبرها مهما كان الثمن."
قلت: "حسناً، متى تريدني أن أخبرها في الراديو؟"
قلت: "حسناً، متى تريدني أن أخبرها في الراديو؟"
قال: "هل تستطيع أن تذهب الى الراديو غداً الأربعاء؟"
قلت: "حسناً." وسجلت الموعد على مفكرتي.
قال: "هل تستطيع أن تذهب الى التلفزيون بعد غد الخميس؟"
قلت: "حسناً."
وما إن دوّنت المواعيد على مفكرتي ودخلت المكتب، حتى جاءني اتصال:
وما إن دوّنت المواعيد على مفكرتي ودخلت المكتب، حتى جاءني اتصال:
"أبونا، دير القمر محاصرة بالنار من كل جهة."
- "ماذا؟" سألت متفاجئاً "ماذا يحصل؟"
- "إنّ أبواب جهنم مفتوحة علينا. ألسنة النيران تعلو 17 متراً وهي تمرّ بين المنازل وتحرق الجبل بأكمله."
خفت. لا أعلم من سبّب الحريق ولكنني فهمت رسالة الشيطان: "إذا تابعت الحديث عن هذه القصة، سأحرق دير القمر وسأحرق مزار حمل الله."
واحترت الليل بأكمله: "هل أذهب غداً الى الراديو أم لا؟ هل أخبر القصة في التلفزيون أم لا؟"
فقصدت إحدى الراهبات القديسات وأخبرتها عن كل شيء، فقالت:
"هذه علامة على أن هذه القصة يجب أن تصل الى الجميع. يمارس الشيطان الإرهاب بأفكاره وأعماله لكي لا نتحدّث عن عمل الله في حياتنا وحياة الآخرين، يريد إسكات البشارة وبالتالي إضعاف الإيمان لأنه عندما نخبر الآخرين ماذا يفعل الربّ في حياتنا وحياة الآخرين يتقوّى الإيمان في النفوس، فالإيمان يأتي من السماع."
فهمت وذهبت الى الراديو والتلفزيون وأخبرت القصة للملايين من البشر.
هذه هي البشارة الجديدة، أن يخبر كل مسيحي الآخرين عن عمل الله في حياته وحياة الآخرين من دون خوف من الكبرياء (إنت عامل حالك قديس. إنت عم بتروّج لنفسك) أو تراجع أمام أفكار الشرير وأعماله الترهيبية.
في 2 تشرين الأول 2007، كانت ألسنة النار ترتفع عالياً في دير القمر والناس في رعب وذهول. فمرّت النيران بين المنازل دون أن تصيب أحداً بأذى وأحرقت جبل الصليب بأكمله. وبعد هدوء العاصفة، تفقّد الناس مزار حمل الله فكانت تلك المفاجأة التي جعلت هؤلاء الناس يبكون من شدّة التأثر: شجرتا الكابيلا والشجرة التي تظلّل هامة العذراء وشجرة الصليب الأزرق، كلها بقيت ترفل بحللها الخضراء. وأما ما سوى ذلك فتحوّل الى رمادٍ أو امتدّت اليه ألسنة النيران فشوّهته. كذلك أكياس الشموع التي تزنّر المكان بقيت بالتالي سالمة. وهكذا شعر الديريّون أنّ العذراء وحدها التي حمت المكان ومنعت يد الشرّ من أن تمتدّ إليه. فكانت هذه علامة قوية من السماء تطمأن الجميع أنّ العذراء وابنها حمل الله حاضران معنا.
No comments:
Post a Comment