Wednesday, July 8, 2009

أحمد يبشّر أولاده


رحل أحمد عن دير القمر وحياته مقلوبة رأساً على عقب. لم يعد يأكل أو يشرب أو يختلط بالناس. جميع الأسس التي بنى عليها حياته بدأت تتزعزع. وبدأ في قراءة الكتاب المقدس. فلاحظ أحد أصدقائه ذلك، فاغتاظ منه وهجم على أحمد وضربه بالسكين.
ذهب أحمد ليرى الطبيب فقال له: "ميلليمتر وكادت يدك تشلّ. الربّ خلّصك."
سامح أحمد المعتدي، وغفر له واتصل بي قبل السفر الى وطنه الأم وأخبرني بما جرى له.
فقلت له: "لا تتحمّس يا أحمد. كن حذراً." قال: "أنا مستعد للموت في سبيل الربّ."
قلت: "لا، انّ الربّ اختارك لرسالة عظيمة. فكن حذراً." قال: "حسناً."
سافر أحمد الى وطنه وجمع أولاده الثمانية وقال لهم: "أريد أن أخبركم قصة. هل سمعتم شيئاً عن يسوع؟"
قالوا: "لا. من هو يسوع؟" قال: "اسمه عيسى في القرآن." قالوا: "نعم، عيسى نبي."
قال: "لا، يسوع هو ابن الله. جاء الى العالم. تألّم وصلب ومات ثم قام في اليوم الثالث وأعطانا جسده ودمه. فعل كل ذلك ليغفر خطايانا ويعطينا الحياة الأبدية."
فقاطعه ابنه البكر محمد قائلاً: "استغفر الله يا بوي. المسيح لم يُصلب."
فصرخ أحمد وقال: "محمد، هذه هي الحقيقة يا محمد. هذه هي الحقيقة. حسناً، غداً لن تذهبوا الى المدرسة. ستبقون في البيت. أريد أن أحضر فيلم المسيح لتشاهدوه."
وفي الصباح الباكر، ذهب أحمد الى أقرب ضيعة مسيحية ودخل محل الأفلام قائلاً: "أعطني كل ما عندك من أفلام عن الرب يسوع."
تفاجأ صاحب المحلّ المسيحي قائلاً: "إنني هنا منذ أربعين سنة ولم أسمع قط شخصاً غير مسيحي يقول عن يسوع أنّه ربّ. أنا أقولها مرة في الأسبوع يوم الأحد."
قال: "أنت تقولها مرة في الأسبوع لأنك غارق في الماديات. يجب أن تقولها كل يوم."
وهكذا أخذ أحمد أفلام Jesus of Nazareth وشاهدها مع أولاده الذين آمنوا وحزنوا لأن هذه الحقيقة مخفية عنهم.
وبعد انتهاء الفيلم، اتصل بي أحمد وقال لي: "أولادي يريدون التحدّث اليك."
"ماذا؟" قلت. وبدأ الأولاد يتحدثون معي: "أبونا، نحن نحبك."
قلت: "ماذا فعلت بأولادك يا أحمد." قال: "أخبرك فيما بعد. لن أتحدّث بذلك عبر الهاتف."
قلت: "متى ستعود الى لبنان؟" قال: "صراحةً أبونا، لم يبق معي ليرة واحدة. لا أستطيع التحرّك."
قلت: "لا تقلق، صلِّ والرب سيدبر لك كل شيء."
وفي اليوم التالي زاره أحد الأصدقاء القدامى وترك مبلغاً من المال في جيب الصبي ابن أحمد. ثم رحل. وعندما اكتشف أحمد المال، أخذه بيده وجمع أولاده وهتف قائلاً: "أرأيتم عناية الله؟ أرأيتم الرب يسوع."
ثم بدل أن يستدير نحو مدينتهم المقدسة، استدار نحو دير القمر وسجد شاكراً الله.



No comments:

Post a Comment