Friday, August 14, 2009

المرحلة الثالثة عشرة: الأبوّة ( 1 كور 4: 15-16 )


جعلك أبا لكثيرين





قال بولس الرسول: "لا أريد فيما أكتبه أن أخجلكم، بل أريد أن أنصحكم نصيحتي لأبنائي الأحباء. فقد يكون لكم ألوف الحراس في المسيح، ولكن ليس لكم عدّة آباء، لأني أنا الذي ولدكم بالبشارة، في المسيح يسوع، فأحثكم إذاً أن تقتدوا بي."

لنتأمل كيف بعد أن قمنا برسالتنا على الأرض أصبحنا آباء نلد الناس للحياة الأبدية.
هذه هي ملء الحياة، أن نصبح آباء نلد الناس للملكوت.
لنصلي من أجل كل كائن بشري حتى يسلك هذه الدرب ليصل الى ملء الحياة. ولتكتمل مشيئة الرب فينا جميعاً. آمين.

Thursday, August 13, 2009

المرحلة الثانية عشرة: الرسالة ( رسل 2 )


   أرسلك



ولما أتى اليوم الخمسون، كان تلاميذ الرب يسوع مجتمعين كلهم في مكان واحد، فانطلق من السماء بغتةً دويّ كريحٍ عاصفة، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه، وظهرت لهم ألسنة كأنها من نارٍ قد انقسمت فوقف على كلٍّ منهم لسان، فامتلأوا جميعاً من الروح القدس. فوقف بطرس مع الأحد عشر، فرفع صوته وكلّم الناس قال: "فليعلم يقيناً العالم أجمع أنّ يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم قد جعله الله رباً ومسيحاً." فلما سمعوا ذلك الكلام، تفطّرت قلوبهم، فقالوا لبطرس ولسائر الرسل: "ماذا نعمل، أيها الأخوة؟" فقال لهم بطرس: "توبوا، وليعتمد كلٌّ منكم باسم يسوع المسيح، لغفران خطاياكم، فتنالوا عطية الروح القدس. فإنّ الوعد لكم أنتم ولأولادكم وجميع الأباعد، على قدر ما يدعو منهم الربّ إلهنا."

لنتأمل كيف أرسلنا الربّ لنعلن البشرى السارة للشعوب كافة ولنشهد لعمل الله الحي في حياتنا من خلال الكلمة والمثل والشهادة الصادقة.
لنصلي من أجل المبشرين في أربعة أقطار الأرض لكي يعزيهم الروح القدس وسط الإضطهادات والمعاكسات والآلام التي يواجهونها في سبيل البشارة. إن الرب يرسلك.

Wednesday, August 12, 2009

المرحلة الحادية عشرة: القيامة ( يوحنا 21: 15-19)


          مسحك





بعد القيامة قال الرب يسوع لسمعان بطرس: "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟"
قال له: نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك حباً شديداً." قال له: "ارعَ حملاني."
قال له مرة ثانية: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟" قال له: نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك حباً شديداً."
قال له: "اسهر على خرافي." قال له ثالثة: "يا سمعان بن يونا، أتحبني حباً شديداً؟ فحزن بطرس لأنه قال له في المرة الثالثة: أتحبني حباً شديداً؟ فقال: "يا رب، أنت تعلم كل شيء، أنت تعلم أني أحبك حباً شديداً. قال له: "ارعَ خرافي."

لنتأمل بعد مسيرة طويلة مع الرب الذي دعانا وأخرجنا وطهّرنا ورافقنا وغفر لنا وعلّمنا،
بعد مسيرة من العبودية الى الحرية، مروراً في الصحراء والصليب، تشرق القيامة في حياتنا. والرب يدعونا لنسهر على حملانه ونساعد الآخرين ليخرجوا هم أيضاً من الموت الى الحياة.
لنصلي من أجل الكهنة والآباء والأمهات وكل شخص مسؤول كيما الرب يباركهم ليقوموا بمهمتهم بأحسن وجه.
إن الرب يمسحك.

Tuesday, August 11, 2009

المرحلة العاشرة: اتبعني ( مرقس 8: 31-38)


علمك اتباعه





وبدأ الرب يعلم التلاميذ ان ابن الإنسان يجب عليه أن يعاني آلاماً شديدة، وأن يرذله الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبة، وأن يُقتل، وأن يقوم بعد ثلاثة أيام. فانفرد به بطرس وجعل يعاتبه. فالتفت فرأى تلاميذه وزجر بطرس قال: "انسحب! ورائي!، يا شيطان، لأن أفكارك ليست أفكار الله، بل أفكار البشر."
لنتأمل حين علّمنا الربّ أن إتباعه لا يكون في الأفكار أو الشكليات بل في عيش الإنجيل وتجسيده في حياتنا حتى ولو مررنا في طريق الصليب المقدس المؤلم. كل ذلك يستحيل من دون الإيمان أن الرب حاضر دوماً معنا.
لنصلي من أجل المثقلين بصلبانهم لكي ينظروا الى المسيح الحي حتى يستطيعوا السيرقدماً.

                   

Monday, August 10, 2009

المرحلة التاسعة: احمل صليبك ( متى 10: 37-39)


علمك حمل الصليب





قال الرب يسوع: "من أحب أباه وأمه أكثر مما يحبني، فليس أهلاً لي. ومن أحب ابنه أو ابنته أكثر مما يحبني، فليس أهلاً لي. ومن لا يحمل صليبه ويتبعني، فليس أهلاً لي."

لنتأمل حين علّمنا الربّ أنّ حمل الصليب ليس السعي وراء الألم وتعذيب الجسد والعيش في الحزن والكآبة بل هو مقاومة التجارب وعدم العودة الى الخطيئة وقبول الآلام الناتجة من خطيئة أجدادنا الأصلية وخطيئتنا الشخصية وخطيئة المجتمع. أن هذه الآلام لا توازي المجد المزمع أن يتجلى فينا.
لنصلي من أجل جميع المتألمين لكي يبلسم الرب جراحهم ويضمد نفوسهم.

Sunday, August 9, 2009

المرحلة الثامنة: أكفر بنفسك ( لوقا 9: 57-62)


علمك الكفر بالذات





قال الرب يسوع: "إنّ للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكاراً، واما ابن الإنسان فليس له ما يضع عليه رأسه."

لنتأمل حين علّمنا الربّ أنّ الكفر بالذات ليس أن نكره أنفسنا أو نحتقر حياتنا بل هو أن نبتعد عن كل ما يؤذي هذه النفس ويدمّر هذه الحياة من إدمان وخطايا وعلاقات غير صحية تعوق قداستنا.
لنصلي من أجل جميع الذين يسلكون درب الرب لكي يميزوا بين ما يؤذي نفوسهم وبين ما يساعدها لبلوغ الكمال.

Saturday, August 8, 2009

المرحلة السابعة: الإرتداد ( متى 3 )


غفر لك





توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات.
وإذا بامرأة خاطئة جاءت ووقفت من خلف عند رجلي يسوع وهي تبكي، وجعلت تبلّ قدميه بالدموع، وتمسحهما بشعر رأسها، وتقبّل قدميه وتدهنهما بالطيب. فقال لها الرب يسوع: "غفرت لكِ خطاياك. إيمانك خلّصك فاذهبي بسلام."

لنتأمل حين استسلمنا للرب يسوع المسيح بكليتنا من خلال إعتراف شامل أو فعل تسليم صادق كيف أمكننا الخروج من عهدنا القديم عهد الشرائع والدخول في العهد الجديد عهد المحبة وكيف اكتشفنا هويتنا الحقيقية أننا خاطئون ولكن محبوبون من الربّ.
لنصلي من أجل المتعبين والمثقلين بالأحمال لكي يقتربوا من يسوع ويستسلموا له بكليتهم.  إنه الرب يغفر لك.

Friday, August 7, 2009

المرحلة السادسة: جبل سينا ( خروج 19: 20-32)


    أعطاك وصاياه





وصلوا الى برية سيناء فخيّموا تجاه الجبل. وتكلّم الله وأعطاهم الوصايا العشر. وكان الشعب كلّه يرى الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخّن، فارتاع. ورأى الشعب أن موسى قد تأخر في النزول من الجبل فقالوا لهارون: "قم فاصنع لنا آلهة تسير أمامنا." فنزع الشعب حلقات الذهب من آذانهم وصنعوا عجلاً مسبوكاً وقالوا: "هذه آلهتنا التي أصعدتنا من أرض العبودية." ولما اقترب موسى من المخيم رأى العجل والرقص فاضطرم غضبه واحرق العجل بالنار وسحقه حتى صار كالغبار وذراه على وجه الماء وأسقى الشعب. وقال لهم: "قد خطئتم خطيئة عظيمة."
وقال موسى للرب: "لا أطيق أن أحمل هذا الشعب كله وحدي لأنه ثقيل عليّ."
فقال الرب: "اجمع لي سبعين رجلاً من شيوخ الشعب فيحملون معك عبء الشعب ولا تحمله أنت وحدك."

لنتأمل حين اختبرنا خيانتنا تجاه الرب الذي أخرجنا كيف لم نعد نستطيع المحاربة لوحدنا وكيف ثَقُلَت نفسنا علينا فبتنا نحتاج الى المخلّص.
لنصلي من أجل جميع المجرّبين في التجارب لكي نرحمهم ونحنو عليهم ونعزيهم.
إنه الرب يعطيك وصاياه.

Thursday, August 6, 2009

المرحلة الخامسة: صحراء شور ( خروج 16: 22-27 )


 طهّرك





فساروا ثلاثة أيام في البرية ولم يجدوا ماءً. فوصلوا الى مارة فلم يطيقوا أن يشربوا من مياهها لأنها مرّة. فتذمّر الشعب على موسى وقال: "ماذا نشرب؟" فصرخ موسى الى الربّ، فأراه الرب خشبةً فألقاها في الماء فصار عذباً. وفي هذه الصحراء أعطاهم الرب خبزاً من السماء ليأكلوا.

لنتأمل حين اختبرنا اليبوسة الروحية وقساوتها وكيف لم نعد نستطيع تصوّر الله في عقلنا ولا تحسس حضوره في حياتنا. كانت صحراء خالية من كل وجود بشري أو إلهي.
لنصلي من أجل الذين يعيشون في فتور روحي أو يبوسة روحية لكي لا يخافوا فيتراجعوا بل ليكملوا الطريق، فبقدر اشتداد اليبوسة في هذه المرحلة تكثر الثمار في المراحل الأخرى. إنه الرب يطهّرك.

Wednesday, August 5, 2009

المرحلة الرابعة: بحر القصب ( خروج 14)


  أخرجك





وقسّى الرب قلب فرعون ملك مصر فجدّ المصريون في إثر شعب الله فأدركهم خيل فرعون كله ومراكبه وفرسانه وجيشه وهم مخيّمون على البحر. فخاف الشعب وصرخ الى الرب: "ماذا صنعت بنا فأخرجتنا من العبودية؟ فإنه خيرٌ لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية." فقال موسى للشعب: "لا تخافوا، اصمدوا تعاينوا الخلاص الذي يجريه الرب اليوم لكم، فإنكم كما ترون المصريين اليوم، لن تعودوا ترونهم للأبد. الربّ يحارب عنكم وأنتم هادئون." فمدّ موسى يده على البحر وانشقّت المياه ودخل الشعب في وسط البحر ودخل وراءهم جميع خيل فرعون فارتدّت المياه على مراكب فرعون وفرسانه ولم يبقَ منهم أحد.

لنتأمل حين خرجنا من حالتنا القديمة كيف لاحقتنا خيالات الماضي وحاولت إعادتنا الى العبودية. ولكن بثقتنا بالله استطعنا اجتياز تجارب الجسد والشيطان والعالم لأن من يضع يده على المحراث لا يلتفت الى الوراء.
لنصلي من أجل جميع المبتدئين في حياتهم الروحية حتى لا ييأسوا فيتراجعوا عن خيار القداسة عند هبوب عواصف التجارب. إنّه الرب يُخرجك.

Tuesday, August 4, 2009

المرحلة الثالثة: العليقة ( خروج 3: 1-12)


دعاك





تراءى ملاك الرب لموسى في لهيب نار من وسط عليقة. فنظر فإذا العليقة تشتعل بالنار وهي لا تحترق. فقال موسى في نفسه: "أدور وأنظر هذا المنظر العظيم ولماذا لا تحترق العليقة". ورأى الرب أنه قد دار ليرى. فناداه الله من وسط العليقة وقال: موسى موسى". قال: هاءنذا. قال: لا تدن إلى ههنا. اخلع نعليك من رجليك، فإن المكان الذي أنت قائم فيه أرض مقدسة. وقال" أنا إله أبيك، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب". فستر موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله. فقال الرب: "إني قد رأيت مذلة شعبي الذي بمصر، وسمعت صراخه بسبب مسخريه، وعلمت بآلامه، فنزلت لأنقذه من أيدي المصريين وأصعده من هذه الأرض إلى أرض طيبة واسعة، إلى أرض تدر لبنا حليبا وعسلا. والآن هوذا صراخ بني إسرائيل قد بلغ إليّ، وقد رأيت الظلم الذي ظلمهم به المصريون. فالآن، اذهب! أرسلك إلى فرعون. أخرج شعبي بني إسرائيل من مصر."

لنتأمل حين صرخنا الى الله في ضيقنا كيف نظر إلينا وأحبنا ودعانا لنخرج من الماضي نحو المستقبل، من الظلمة الى النور، من الموت الى الحياة، من العبودية الى الحرية. فاشتعل قلبنا بحبه ورغبتنا في اتباعه. ورأينا وعاينّا علامات حضوره القوية في حياتنا.
لنصلّي من أجل جميع الدعوات للحياة المكرسة أو الحياة الزوجية. من أجل جميع الأشخاص الذين اشتعلت قلوبهم بحبّ الله، لكي يجدوا المكان المناسب لتقديس حياتهم. إنّه الربّ يدعوك.

Monday, August 3, 2009

المرحلة الثانية: العبودية ( خروج 2: 23)


سمع صراخك





كان شعب الله يتنهّد من عبوديته في مصر. فصرخ وصعد صراخه الى الله من العبودية. فسمع الله أنينه وذكر عهده مع الآباء.

لنتأمل حين لم يكن الله أولوية في حياتنا كيف كنا نعيش في العبودية:
العبودية لشهواتنا وأنانيتنا، لعاداتنا السيئة وإدماننا، لوحدتنا ويأسنا، لكآبتنا وضيقنا، لمخاوفنا وحاجاتنا.
وفي النهاية تنهّدنا من عبوديتنا وصرخنا الى الله والله سمع صوت صراخنا.
لنصلّي من أجل جميع الذين يعانون في العبودية والمكبلين في الضيقات والخطايا لكي يعودوا ويلتجأوا الى لله ويصرخوا له من كل قلوبهم فهو الوحيد الذي يستطيع إخراجهم. إنّه الرب يسمع صراخك.

Sunday, August 2, 2009

المرحلة الأولى: الآباء ( تكوين 17: 1-8)


خلقك





تراءى الربّ للآباء وكلمّهم وطلب منهم أن يسيروا أمامه وأن يكونوا كاملين. 
وخاطب الله ابراهيم قائلا: "ها أنا أجعل عهدي معك، فتصير ابا عدد كبير من الأمم. وسأنميك جدا جدا وأجعلك أمما وملوكٌ منك يخرجون. وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك مدى أجيالهم، عهدا أبدياً، لأكون لك إلها ولنسلك من بعدك. وأعطيك الأرض التي أنت نازل فيها، لك ولنسلك من بعدك، وأكون لهم إلهاً."

لنتأمّل حين كنا أطفالاً كيف اختبرنا حضور الله في حياتنا وكيف كان الرب يخاطب أجدادنا و آبائنا و أمهاتنا من خلال ظروف الحياة وأحداثها. ولنتأمل ما سمعناه عن الرب وعجائبه من أفواه الكبار ومثالهم.
لنصلّي من أجل جميع الأطفال الذين يعيشون وسط الحروب والصراعات والتعديات والعوز والمرض والظلم. احفظهم يا رب بنعمتك وأرشدهم الى خلاصك. إنه الرب خلقك.

Saturday, August 1, 2009

مراحل درب ملء الحياة

(جئت لتكون لهم الحياة بل ملء الحياة  ( يوحنا 10: 10

Wednesday, July 22, 2009

البرنامج الروحي على جبل الصليب



1- مسيرة درب ملء الحياة على طريق المراحل التي تبدأ قرب البرج الذي يعلوه تمثال قلب يسوع.
   (اللقاء مع يسوع من خلال الكتاب المقدّس)

2- زيارة مزار حمل الله وإعترافات في المغارة.
   (اللقاء مع يسوع من خلال سرّ المصالحة)

3- زيارة كنيسة أبونا يعقوب والقداس الإلهي.
    (اللقاء مع يسوع من خلال سرّ القربان)

4- زيارة الصليب الذي بناه أبونا يعقوب سنة 1932.

إذا أردت تنظيم رحلة حجّ الى جبل الصليب في دير القمر وتريد أن تتبع هذا البرنامج الروحي الرجاء الإتصال بالأب أنطونيو الفغالي على الرقم التالي:  413476- 03



Tuesday, July 21, 2009

كنيسة أبونا يعقوب


في سنة 1932، بنى أبونا يعقوب مبنى على قمة جبل الصليب وجعله مكاناً للمؤن.  وكان الأب القديس يقيم فيه الذبيحة الإلهية في حال هطول الأمطار. هذا المكان لم يكرّس كنيسة قط.





في سنوات الحرب اللبنانية (1975-1990) مرّت الجيوش الغريبة عليه وسكنت فيه وجعلته مقرّاً لعملياتها العسكرية.
وحين رحلت هذه الجيوش بقي هذا المبنى نسياً منسياً ومتروكاً لحوالى 18 سنة.




الدعوة للترميم
في 6 شباط 2008 ، اشتعلت في قلبي رغبة قوية لنرمّم هذا المكان ولنجعله أول كنيسة على إسم الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي وذلك بعد تطويبه بأيام قليلة.
كانت هذه النار الداخلية ملحة وكأنها تقول: "هذه فرصة تاريخية لدير القمر ومسيحيي الشوف."
نعم، إنها فرصة تاريخية لأبناء الشوف الذين عانوا الإضطهاد والتهجير خلال سنوات الحرب والآن يعانون الحصار المفروض عليهم سياسياً واقتصادياً وتنموياً مما يدفع الشباب للهجرة.
فاجتمعت مع السيّد كميل حبيب والمهندس طوني يزبك وقررنا السعي نحو تحقيق هذا الهدف.




موافقة الرئيسة العامة
اتصلت بالرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب وأخبرتها عن رغبتنا هذه. قلت: "نحن نعلم أنكنّ مشغولات في التحضيرات لتطويب أبونا يعقوب في بيروت. دعونا نرمم هذا المبنى وجعله كنيسة." وبعد يومين، في 8 شباط 2008، اتصلت بي وقالت: "حسناً، أبونا، يمكنكم أن تباشروا."
فبدأنا نصلّي واعتمدنا المبادئ الثلاثة التي اتبعناها أثناء بناء مزار حمل الله: عدم أخذ ليرة من الدير، عدم الشغل بالدين، وعدم اللجوء للدعايات.

صرخة لأبونا يعقوب
أول خطوة قمنا بها، الإتصال بالأصدقاء وإخبارهم عن المشروع. ولكن لم نحصل على ليرة واحدة.
وفي 29 شباط 2008، صعدت الى قمة جبل الصليب ونظرت الى صورة كبيرة لأبونا يعقوب وصرخت إليه: "شو قصتك؟ بدّك تساعدنا ولا لاء؟ بدّك ياها أول كنيسة لإلك ولا لاء؟"
وعدت الى الدير حزيناً.




تدخّل أبونا يعقوب
وفي اليوم التالي، 1 آذار 2008، اتصلت بي الساعة 11 ظهراً الأخت سلوى اسطنبولي، رئيسة دير راهبات الصليب في دير القمر، وقالت: "عجّل تعا لعندي." قلت: "شو في؟" قالت: "عجّل تعا."
فذهبت مسرعاً وقالت: "جاء رجل ميسور في قلبه نار مشتعلة يريد أن يعمل شيئاً على الصليب. فقلت له أن أبونا أنطونيو قد باشر بالعمل. فتعجّب وقال انّه يريد أن يجتمع بك."
قلت: "أبونا يعقوب أرسل هذا الرجل. فلنذهب ونره."
التقينا به وساهم ببضعة آلاف من الدولارات. وهذه كانت البداية.



بعد يومين، في 3 آذار 2008، كنت جالساً في مكتبي حين تلقّيت اتصالاً من شخص لا أعرفه:
"أبونا، لقد قرأت قصة مزار حمل الله وتأثرت جداً. أنا مدير شركة مواد بناء. إعتبر شركتي شركتك وكل ما تريده من مواد تستطيع أن تأخذه مجاناً."
قلت: "من أنت؟ من أعطاك رقم هاتفي؟"
وفهمت أنّ أبونا يعقوب أرسله لنا ليساعدنا.




في 8 آذار 2008، وبعد ليلة قلقت فيها جداً، إذ كنت بحاجة الى خمسة آلاف دولار لأوسع طريق جبل الصليب وأبني حائط الدعم- كان قلبي يصلي وعقلي في قلق- ذهبت الى مطرانية صيدا الى اجتماع كهنة الأبرشية. فيما كنت جالساً مع إخوتي الكهنة، تلقيت إتصالاً من شخص من بيروت:
"أبونا، سأرسل إليك شيكاً بقيمة خمسة آلاف دولار."
فرحت كثيراً واتصلت بصاحب ال"جاك هامر" ليوسّع الطريق والتقيت معلّم البناء ليبدأ في العمل.
وهكذا توسّعت طريق الصليب وبنينا حائطاً بطول 700 متر.
وبدأ الرب وأبونا يعقوب يرسلان إلينا المعونات.




في 25 آذار 2008، كان السيّد كميل حبيب يزور إحدى العائلات وأخبرهم عن مشروع ترميم المبنى، فقدّمت هذه العائلة 500 حجر صخريّ.
وفي 16 نيسان 2008، ذهبنا الى جزين لنبحث عن مذبح لكنيسة أبونا يعقوب. وكان المهندس طوني يزبك يجول في كل مكان باحثاً عن المذبح هذا. وصلّى في قلبه طالباً شفاعة أبونا يعقوب وإذا به يجد صخر المذبح مخفياً بين مجموعة من الصخور والأتربة. فبادر صاحب المعمل وقدّم ما نحن بحاجة إليه.




وفي ساعة كنت لا أملك المال الكافي لمتابعة المشروع، نصحني أحد الأصدقاء بكتابة رسائل أوجهها لبعض الأغنياء الميسورين علني أجد ضالتي المنشودة. فأرسلت حوالى 10 رسائل فلم يجبني عليها سوى شخص واحد ففهمت أنّ الرب هو الذي يريد ترميم المبنى وجعله كنيسة و ليس نحن.

وفي ساعة كان ينتابني القلق الشديد، أحضرت أمامي السجلّ المدوّن عليه أسماء المتبرّعين، فعرفت أنّ جلّ هؤلاء تبرعوا لا بطلب شخصي مني ولكن بدافع قوة ربانية وشفاعة أبونا يعقوب. ففهمت عندئذٍ أن لا داعي للقلق.

في 13 نيسان 2008، لم يبق في الصندوق سوى 20 دولاراً، فقلت في نفسي: "غداً أصرف العمال الى بيوتهم لأنه لم يبق معي سوى 20 دولاراً."
فقلت لأبونا يعقوب: " أنا لن أشتغل بالدين. إن كنت تريد ترميم هذا المبنى وجعله أول كنيسة لك فساعدنا." وإذا بصديق قديم من أيام المدرسة ( لم أره منذ 14 سنة) يزور مزار حمل الله ويتأثر بقصته. وبعد الزيارة شعر أنه يريد المساعدة فساعدني بسبعة عشر ألف دولار.
قال لي فيما بعد أنّه شعر بشيء في نفسه يشدّه الى المساعدة.




وفي 17 أيار 2008، لم يبق معي سوى 44 دولاراً، فقلت في نفسي: "غداً أصرف جميع العمال."
وبعد الذبيحة الإلهية يقترب مني شخص ويقول: "أبونا أريد التحدث معك، كان عندي رحلة الى إحدى الدول العربية للمشاركة في مؤتمر سنوي ولكنني لم أكن أرغب في الذهاب. فتحدثت الى أبونا يعقوب وقلت له: 'إذا فركشتللي الرحلة بدي إتبرّع بسعر البطاقة لكنيستك'. وبعد أيام أندلعت مواجهات عنيفة في بيروت والجبل وأقفل المطار وألغي المؤتمر السنوي وها أنا أعطيك شيكاً بسعر بطاقة السفر (ألف دولار)."




في 27 أيار 2008، بقي في الصندوق 67 دولاراً، فقلت في نفسي: "غداً أصرف العمال."
وفي صباح اليوم التالي 28 أيار 2008، تلقيت اتصالاً من بيروت من شخص أعرفه فقال: "أبونا، أنا بدي قدّم القبة والجرس." ثمّ سألني: "ما الذي ينقصك؟ " فقلت: " نريد تبليط دار الكنيسة و ... و ..." فقال: " سأتصل بك عند المساء".
وعند الساعة الثامنة والنصف، اتصل بي وقال: " أبونا، غداً سأرسل لك شيكاً بستة آلاف دولار."





وهكذا أكملنا العمل و هناك العديد من القصص تحتاج الى كتب لتدوينها.
وفي خلال ثلاثة أشهر استطعنا ترميم المبنى الذي بناه أبونا يعقوب.

إحتفالات تطويب أبونا يعقوب
 بدأت الإحتفالات في دير القمر بمناسبة تطويب أبونا يعقوب بمسيرة ضخمة في 21 حزيران 2008 إنطلقت من أمام تمثال أبونا يعقوب حتى قمة جبل الصليب.
تجمّع المؤمنون الساعة السابعة والنصف مساء مع لفيف من الكهنة وكانت نوبة الأحرار- كفرذبيان تعزف الأناشيد وكورال سيدة التلة يرتّل التراتيل. إنطلقنا بالشموع. كنت حاملاً القربان في الشعاع الذي كان الطوباوي يستعمله في المناسبات. وحين وصلنا الى مدخل جبل الصليب، وكانت الرياح الخفيفة تلامس الوجوه وتدغدغ القلوب، نظرت الى الجموع، وارتعشت فرحاً لا يوصف، إذ كان هؤلاء بالآلاف. عند مدخل الجبل شيّدنا برجاً عالياً يعلوه تمثال قلب يسوع، قدّمه أحد أبناء دير القمر قبل أيام قليلة من المسيرة. وقفت الجموع الغفيرة تنظر الى التمثال المغطى بقماش أحمر متسائلة عما هو هذا؟. وكانت النوبة تعزف والعيون شاخصة الى البرج. وقام السيّد كميل حبيب برفع قطعة القماش، فبان تمثال قلب يسوع فاتحاً يديه يستقبل الجموع في جبل الصليب. فارتعشت قلوب الآلاف عند رؤية هذا المشهد وبكى العديد منهم فرحاً وتأثراً.
وصلنا الى ساحة الصليب الضخم الذي شيّده أبونا يعقوب حيث سهرنا الليل أمام القربان المقدّس. وكانت محطة تيلي لوميار تنقل مباشرة هذا الإحتفال الفريد لمدة أربع ساعات.
ومن علامات الأزمنة أنّ يوم 21 حزيران 1860 كانت مأساة أهالي دير القمر وفي  21 حزيران 2008 كان عرس الأهالي على جبل الصليب.




في 22 حزيران 2008، طوّب أبونا يعقوب الكبوشي في بيروت.

في 24 حزيران 2008، تمّ تكريس المبنى أول كنيسة في العالم على إسم الطوباوي وذلك على يد سيادة المطران الياس نصار السامي الإحترام.

ومنذ ذلك الوقت والجموع تتقاطر الى جبل الصليب، هذا المكان المقدّس، زائرة مزار حمل الله وكنيسة أبونا يعقوب، عائدين الى بيوتهم وقلوبهم خاشعة تفيض فرحاً وسلاماً وقداسة.

Monday, July 20, 2009

الأعياد المهمة في مزار حمل الله




12 أيلول: عيد مزار حمل الله:
 الخامسة مساء: تقام مسيرة درب ملء الحياة في طريق المراحل.
 السادسة مساء: تقام الذبيحة الإلهية في مزار حمل الله.

27-28 كانون الأول: فترة عيد الميلاد:
السابعة مساء: تقام سهرة صلاة ميلادية في مغارة حمل الله في حضور القربان المقدّس
                  مع وجود بقرة وحمار وخروفين.

Sunday, July 19, 2009

حجارة الكابيلا

في 30 نيسان 2007 باشر المعلّم جورج سعادة ومعاونه السيّد سمير أبو رجيلي في بناء الكابيلا من حجر الأرض الطبيعي. ولكن وقبل أن يكتمل بناؤها، انقطعنا من الحجارة. ولم نعد نجد حجراً واحداً. فكان يضطر العامل الذهاب بعيداً ليجلب الحجارة المناسبة. وكان ذلك متعباً جداً. فقلت له: "توقف. لا نستطيع أن نكّمل في هذه الطريقة." فاتصلت بصاحب الحفارة (JCB)  وقلت له: "أرجوك أن تأتي بسرعة الى هنا." فقال: "سأكون عندك بعد ساعة." وأقبل بآلته الضخمة، فقلت له: "إحفر في وسط الساحة." فحفر حوالى المترين في وسط الساحة وأخرج منها أكثر من 500 حجر. ففرحنا كثيراً. وبذلك استطعنا إكمال بناء الكابيلا. وانتهى بناؤها في 5 تموز 2007.



Saturday, July 18, 2009

التمثال


في سنة 2003 ذهبت مجموعة أشخاص من دير القمر في زيارة الى مديغورييه وهناك اشترت آنستان تمثالاً للسيدة العذراء المعروف بال Statue Blanche . وبالرغم من العراقيل الكثيرة استطاعتا تمريره عبر المطار وأتيتا به الى لبنان. ومنذ ذلك الوقت حاولتا إيجاد مكان للتمثال فلم تجدا موضعاً له. فقال لهما أحد الرهبان المريميين: "لا تقلقا، العذراء أتت بنفسها الى لبنان وهي ستجد مكانها في الوقت المناسب."
وبقي التمثال في علبته أربع سنوات الى أن علمت إحداهما بالمشروع الذي أرغب فيه. فاتصلت بي وقالت: "نريد أن نقدّم للمشروع تمثال العذراء." وهكذا وبعد أربع سنوات، وفي 10 آيار 2007 أخرجنا التمثال من علبته. وفي 14 آب 2007 أخرجناه من المنزل وأخذناه الى موقع المزار حيث وضعناه في المكان الذي اختارته العذراء مريم وسط الصلوات والتسابيح.





Friday, July 17, 2009

الصليب الأزرق


فيما كنت عائدا من مديغورييه بالطائرة في 8 آيار 2007، فكّرت بالصليب الأزرق المغروس بالباطون قبل حوالى 200 متر من موقع المشروع (مزار حمل الله) على جبل الصليب في دير القمر. فقلت في نفسي: "لو أستطيع أن أنقل هذا الصليب من مكانه وأغرسه قرب المزار. ولكنه مغروس بالباطون، من يستطيع قلعه؟"
وصلت الى لبنان وفي اليوم التالي أخذت العمال للذهاب الى الورشة في موقع المزار. وعندما وصلنا الى مكان الصليب الأزرق، وجدناه مقتلعاً من مكانه منحنيا بكليته نحو الأرض.
فسألت متعجباً: "ماذا حدث للصليب الأزرق؟"
أجابني أحد العمال: "أبونا، في غيابك هبّت عاصفة رياح هوجاء في دير القمر فاقتلعت كل شيء في طريقها. وقد اقتلعت معها الصليب الأزرق."
قلت: "اجلبوا الصليب فوراً."
وهكذا أخذنا الصليب الى موقع المزار وغرسناه في 17 آب 2007.



Thursday, July 16, 2009

حجارة المزار


في 11 نيسان 2007 تلقيت دعوة من TL LUMIERE  لزيارة مديغورييه. لم يكن تاريخ هذه الدعوة صدفة بل كانت مدبرة بعناية إلهية ف11 نيسان ليس تاريخاً عادياً بالنسبة اليّ إنما هو تاريخ دعوتي الى الحياة الرهبانية سنة 1993.
فذهبت الى مديغورييه في 1 آيار 2007. وهناك تأملت بمزار ال Statue Blanche  في باحة كنيسة الرعية. وإذا بفكرة جنونية تخطر على بالي: "أريد أن أشتري حجارة المزار من مديغورييه." وفيما كان المؤمنون يصلّون قرب المزار، كنت أنا أعدّ حجارة المزار وأخطط.
فتحدّثت مع أحد الكرواتيين بالإشارة الى أن فهم عليّ. فأخذني بسيارته الى المنطقة الصناعية في البلدة، الى معمل بلاط وصخور وهناك اخترت هذه الحجارة البيضاء.
أخبرت الفريق اللبناني الذي يحجّ معنا عن رؤيتي. فدبّت الحماسة في القلوب ولم يعد أحد يستطيع إطفاءها: "أبونا، أنا آخذ معي حجر." "أنا سآخذ حجرين." "أنا أدفع ثمن الحجارة." وهكذا اشتريت حجر المزار من مديغورييه وكان عددها 130 حجراً قدّمت ثمنها إحدى السيدات من حملايا. وفي مساء يوم الأحد 7 آيار 130 حجراً دخلت حقائب 75 لبنانياً. وطارت الطائرة في 8 آيار 2007 من أوروبا الى لبنان محملة بحجارة المزار.
وفي الأسبوع التالي، بدأت الحجارة تصل الى دير القمر حتى اكتمل عددها. وانتهى بناء المزار في 28 آيار 2007.



Wednesday, July 15, 2009

قصة المذبح


في 2 نيسان 2007 سألني أحد الديريين أن أذهب معه الى جزين الى معمل بلاط. فقلت: "لنذهب. لم أزر جزين قط في حياتي." فذهبت معه ووصلنا الى معمل البلاط ورأيت صاحب المعمل هناك قرب مذبح كبير يشتغل فيه.
فسألته: "كم يكلّف هذا المذبح؟"
قال: "صراحة أبونا، لم أحسب التكاليف. هذا نذر وأريد أن أنهيه بسرعة."
غادرنا المعمل متوجّهين الى معمل آخر. وفي طريقنا قلت بصوت عالٍ: "يا ريت هناك شخص عنده نذر يقدّم لنا مذبح للمزار." ثم نظرت الى السماء وقلت: "يا عذراء، ألا يوجد شخص عنده نذر يقدم لنا مذبحاً؟"
وصلنا الى المعمل الثاني. اشترى صديقي بضاعته. ثم تمشينا خارج المعمل. فنظر اليّ صاحب المعمل وسألني: "وأنت يا أبونا، ماذا تطلب؟"
وصادف مرورنا قرب مذبح فسألته: "كم يكلّف مذبح مثل هذا؟" فقال: "أبونا، هذا تقدمة لك؟"
"ماذا تقول؟" طرت عندها فرحاً لأن العذراء استجابت دعائي.






ووصلني المذبح في 17 نيسان 2007.

Tuesday, July 14, 2009

شفاءات جسدية وروحية

فاجأني قدوم مجموعات كثيرة من المؤمنين من عدة مناطق لبنانية الى مزار حمل الله في أوائل عام 2008. فتحرّيت عن الموضوع وفهمت أن امرأة من بيروت كانت تعاني من دملة كبيرة في رجلها، طلب منها الطبيب إجراء عملية لإستئصالها فوراً، جاءت الى المزار في شهر تشرين الثاني 2007 وصلّت قرب العذراء في مزار حمل الله وفي الليلة ذاتها إختفت الدملة من رجلها. فأخذت المرأة تجول في المناطق الساحلية اللبنانية تخبر 
الجميع عن مزار حمل الله. ومنذ ذلك الوقت والجموع تتوافد الى جبل الصليب في دير القمر.



Monday, July 13, 2009

مغارة حمل الله


عدت من الولايات المتحدة قائلاً: "لن نسكت أمام هذا الشرّ." فقمنا بحملة تشجير لجبل الصليب في شهر تشرين الثاني 2007. وتهافت أهالي دير القمر ومحبيها قائلين: "أبونا، هذه خمسة دولارات ثمن شجرة." "هذه عشرة دولارات ثمن شجرتين." فجمعنا 2100 شجرة، زرعناها على جبل الصليب.





في خلال التشجير، وبينما كنا نحفر لتمرير شلال مياه من الجبل الى ساحة المزار عن يمين الكابيلا، زال التراب وتراءى لنا شيء تحته.
- "ما هذا؟" سألت العامل.
- "إنه صخر."
استقدمنا الحفارة (JCB)  وأزلنا التراب فبان صخر جميل. فالصخر الذي ترونه في المغارة وخارجها كان مغطى بالتراب، مخفياً.





وفي آخر يوم تشجير في 17 تشرين الثاني 2007، قبل 40 يوماً من السهرة الميلادية، قامت الآلة بكشف الصخر المغطى بالتراب حتى بلغنا مستوى الساحة. وقبل أن يذهب صاحب الآلة وكانت الساعة الرابعة والنصف مساءً، قلت له: "أحفر قليلاً بموازاة الصخر قبل أن تذهب. أريد أن أعلم أين ينتهي الصخر هذا."
فحفر مترين ونصف في باطن الأرض وتصاعد الدخان.
- "ما هذا؟" قلت.
- "إنها صخرة."
- "أحِد عنها."
فأحاد عنها وتصاعد الدخان مرة ثانية.
- "ما هذا؟" تساءلت.
- "يبدو أنها بلاطة صخرية ضخمة بحجم غرفة أو غرفتين."
- "أفرغها من التراب."
وفيما كانت الآلة تعمل حتى منتصف الليل، كنت أتساءل: "يا ربّ، ما معنى هذا؟"
وفهمت أخيراً أن المغارة التي نحلم بها هي هنا.
فاتصلت بالأصدقاء والمهندسين: "تعو شوفو شو اكتشفنا."
فأتوا مسرعين وكان الجميع في حالة ذهول وفرح. وأما الشخص الذي حفر بالآلة وهو غير مسيحي، فحين رأى البلاطة الصخرية نظر اليّ وقال: "أنت نبيّ." هذا القول ذكّرني بردّات فعل الوثنيين تجاه مار بطرس ومار بولس حين كانوا يعاينون عمل الله من خلال الرسل. 
استشرت المهندس طوني يزبك وشرح لي الكلفة الباهظة والحاجة لجسور من حديد للبناء. فقلت في نفسي: "يا عذراء، أنت تعلمين أنه ممنوع أخذ ليرة من جيبي أو من الدير، ممنوع العمل بالدّين وممنوع الدعايات ولم يبق لنا سوى 37 يوماً لحلول عيد الميلاد. ساعدينا لنؤمّن ثمن جسور الحديد."
وبعد يومين، في 19 تشرين الثاني 2007، كنت أزور عائلة في دير القمر. وعندما خرجت الى السيارة وجدت إطارها مثقوباً. فاتصلت بصديق ليساعدني. وفيما كنت أنتظره، وقفت عند حافة تطل على الوادي. وكنت قلقاً أفكر بالجسور وكيفية تأمينها وأصلّي. وكانت الساعة الثامنة والنصف مساء. نظرت الى الأرض، ويا للوهلة، وجدت نفسي واقفاً على جسر حديد طويل وقربه ثلاثة جسور أخرى. فخفت خوفاً شديداً. وأسرعت أسأل العائلة التي أزورها عن قصة هذه الجسور، فقالوا: "أبونا، هذه الجسور مرمية منذ مدة من الزمن ولسنا بحاجة إليها. نقدّمها للعذراء."
بعد أيام قليلة وصلت الجسور الى المزار ووصلني جسور أخرى في 8 كانون الأول 2007 من عائلة أخرى. وبدأت العذراء ترسل الدعم المادي فصُبّ السقف في 21 كانون الأول 2007 وأصبحت المغارة جاهزة في عيد الميلاد.





إستقدمنا حماراً وبقرة وخروفين ووضعنا القربان المقدّس في المذود وكانت أجمل سهرة صلاة نعيشها في مزار حمل الله، وكان الحضور يزيد عن الثلاثمائة شخص في 27 و28 كانون الأول 2007. جاؤوا كالرعاة مسرعين وكالمجوس ساجدين. وكل من سهر مع الربّ في هاتين الليلتين في مغارة حمل الله ذهب يمجّد الله ويسبّحه على كل ما سمع ورأى حافظاً جميع هذه الأمور يتأملها في قلبه.




 هذه هي قصة مزار حمل الله.

Sunday, July 12, 2009

حرب الشرير


1- بعد أن أخبرت قصة أحمد لأبناء رعيتنا، إشتعلت في القلوب الحماسة للرسالة. وقالوا في أنفسهم: "ماذا نفعل في هذا الوطن، نتبع هذا الزعيم أو ذاك ونتقاتل في السياسة ناسين رسالتنا المسيحية في هذا الشرق؟ رسالتنا هي أن نحمل نور العالم الى الشعوب المتعطّشة."
وفي الليل، كنت ألقي رأسي على الوسادة لأنام، فجاءني فكرٌ شيطاني هادىء يقول لي:
"أبونا، توقّف عن إخبار الناس قصصاً حقيقية. لن يفهموها. دع هذه القصص لك وحدك. قد يتهمك البعض بالترويج لنفسك أو بأنك تدّعي القداسة." فاضطربت لسماع ذلك. وكدت أصدّقه. فأخذت الكتاب المقدّس وصلّيت: "أيها الربّ يسوع أنت تعرف ضعفي وأنا أعرف خطيئتي، حدّثني أنت، ولا يحدّثني أحد غيرك حتى ولو كانت أفكاري بالذات." وفتحت الكتاب المقدّس فجاءني مقطع من أعمال الرسل 21: 18-19: "وفي الغد دخل بولس معنا على يعقوب، وكان الشيوخ كلهم حاضرين. فسلّم عليهم بولس وأخذ يروي لهم بالتفصيل كلّ ما أجرى الله على يده بين سائر الشعوب."
فامتلأت فرحاً وسلاماً عند قراءتي هذا النصّ لأن يسوع يريدني أن أتحدّث بالتفصيل.

2- فقمت من فراشي وأدرت الكمبيوتر. كتبت القصة بأكملها وأردت نشرها عبر موقعي الإلكتروني. وما ان ضغطت زر النشر حتى أصيب الكمبيوتر بفيروس خرّب الموقع بالكامل. "يا ربّ، ماذا يحصل؟" قلت في نفسي. لم أفهم شيئاً. لحسن الحظّ أنّ الموقع محفوظ على كمبيوتر صغير منذ ستة أشهر. فعملت أسبوعاً كاملاً أعيد المعلومات التي فقدتها. ولم أجرؤ على نشر القصة على الإنترنت، إذ شعرت أن المسألة خطيرة.






3- افتتحنا المزار في 12 أيلول 2007، وكانت العذراء قد أرسلت المذبح والتمثال والحجارة وصلت من أوروبا في حقائب المسافرينكل شيء ترونه في المزار قدّمته العذراء. لم آخذ ليرة من جيبي أو من الدير. لم أشتغل بالدين ولم أعمل دعايات. بعد التدشين سافرت الى الولايات المتحدة الأميركية وهناك أخبرت الأميركيين عبر عظاتي هذه القصة. فدبّت الحماسة في القلوب وقالوا: "هذا ما نريد سماعه." فدعوني الى بيوتهم ومدارسهم وكنائسهم لأقصّها لهم.
وفي 2 تشرين الأول 2007، كنت أخبر جمعاً كبيراً وكان أحد المسؤولين عن البرامج في الراديو والتلفزيون حاضراً. فأخذني جانباً وطلب مني بإلحاح إخبار القصة على الراديو والتلفزيون الكاثوليكيين في أميركا. فقلت: "أصبروا عليّ قليلاً."
قال: "يجب أن تخبرها مهما كان الثمن."
قلت: "حسناً، متى تريدني أن أخبرها في الراديو؟"
قال: "هل تستطيع أن تذهب الى الراديو غداً الأربعاء؟"
قلت: "حسناً." وسجلت الموعد على مفكرتي.
قال: "هل تستطيع أن تذهب الى التلفزيون بعد غد الخميس؟"
قلت: "حسناً."
وما إن دوّنت المواعيد على مفكرتي ودخلت المكتب، حتى جاءني اتصال:
"أبونا، دير القمر محاصرة بالنار من كل جهة."
- "ماذا؟" سألت متفاجئاً "ماذا يحصل؟"
- "إنّ أبواب جهنم مفتوحة علينا. ألسنة النيران تعلو 17 متراً وهي تمرّ بين المنازل وتحرق الجبل بأكمله."
خفت. لا أعلم من سبّب الحريق ولكنني فهمت رسالة الشيطان: "إذا تابعت الحديث عن هذه القصة، سأحرق دير القمر وسأحرق مزار حمل الله."
واحترت الليل بأكمله: "هل أذهب غداً الى الراديو أم لا؟ هل أخبر القصة في التلفزيون أم لا؟"
فقصدت إحدى الراهبات القديسات وأخبرتها عن كل شيء، فقالت:
"هذه علامة على أن هذه القصة يجب أن تصل الى الجميع. يمارس الشيطان الإرهاب بأفكاره وأعماله لكي لا نتحدّث عن عمل الله في حياتنا وحياة الآخرين، يريد إسكات البشارة وبالتالي إضعاف الإيمان لأنه عندما نخبر الآخرين ماذا يفعل الربّ في حياتنا وحياة الآخرين يتقوّى الإيمان في النفوس، فالإيمان يأتي من السماع."
فهمت وذهبت الى الراديو والتلفزيون وأخبرت القصة للملايين من البشر.
هذه هي البشارة الجديدة، أن يخبر كل مسيحي الآخرين عن عمل الله في حياته وحياة الآخرين من دون خوف من الكبرياء (إنت عامل حالك قديس. إنت عم بتروّج لنفسك) أو تراجع أمام أفكار الشرير وأعماله الترهيبية.
في 2 تشرين الأول 2007، كانت ألسنة النار ترتفع عالياً في دير القمر والناس في رعب وذهول. فمرّت النيران بين المنازل دون أن تصيب أحداً بأذى وأحرقت جبل الصليب بأكمله. وبعد هدوء العاصفة، تفقّد الناس مزار حمل الله فكانت تلك المفاجأة التي جعلت هؤلاء الناس يبكون من شدّة التأثر: شجرتا الكابيلا والشجرة التي تظلّل هامة العذراء وشجرة الصليب الأزرق، كلها بقيت ترفل بحللها الخضراء. وأما ما سوى ذلك فتحوّل الى رمادٍ أو امتدّت اليه ألسنة النيران فشوّهته. كذلك أكياس الشموع التي تزنّر المكان بقيت بالتالي سالمة. وهكذا شعر الديريّون أنّ العذراء وحدها التي حمت المكان ومنعت يد الشرّ من أن تمتدّ إليه. فكانت هذه علامة قوية من السماء تطمأن الجميع أنّ العذراء وابنها حمل الله حاضران معنا.



Saturday, July 11, 2009

بناء المزار والتدشين


أرسلت العذراء المعونات من كل حدب وصوب. فتمّ بناء مراحل درب ملء الحياة وكابيلا حمل الله ومزار العذراء. وبارك الربّ كل من ساهم و تعب في هذا المشروع من مساهمين ومتطوعين وداعمين أقدّر تعبهم ومحبتهم. وكان كل من قدّم من قلبه كان يعود ليخبرني عن نِعم عظيمة نالها من الربّ. وكل من قدّم لأجل غاية في نفسه كانت العذراء تعيده أدراجه مع تقدمته. ولو كتبت جميع القصص لكنا احتجنا الى موسوعة كبيرة.

حاولت طلب المساعدة المادية من بعض الأشخاص، وكنت أسمع وعوداً كثيرة، ولكنني لم أتوفق لأنّ العذراء لم تشأ أن أطلب المال من أحد بل كانت تريدني فقط أن أصلي وأن أتحدّث عن عجائب الرب وأعماله العظيمة، "والباقي على الله" الذي كان يحرِّك القلوب ويدفع الناس للمساعدة. وهكذا كانت المساعدات تأتيني من أماكن عديدة، وأشخاص لم أتوقّع منهم ذلك.






في 27 حزيران 2007 أقرّت الرهبانية هذا المشروع وأطلقت عليه إسم "مزار حمل الله". واللافت أنّ هذا الإسم موجود في قلبي ولكن السلطة الرهبانية قالته.
في 18 آب 2007 وصلني الإذن الخطي ببناء المزار من مطرانية صيدا للموارنة.
وفي 12 أيلول 2007، قمنا بمسيرة في درب ملء الحياة ومن ثمّ تكريس كابيلا حمل الله على يد سيادة المطران الياس نصار السامي الإحترام. وكان الحضور يزيد على الخمسمائة شخص.